19‏/01‏/2010

الحجر الصغير

إيليا أبو ماضي
سمعَ الليلُ ذو النــــــــجومِ أنيناً وهو يغشى المدينةَ البيضاء
فانحنى فوقها كمسترقِ الهـــــــمسِ يطيلُ السكوتَ والإصغاء
فرأى أهلَــــــها نياماً كــأهلِ الكــهفِ لا جـلبةً ولا ضــــوضاء
ورأى الســـدّ خلفها محكمُ البنـيانِ والمــاءُ يشبه الصــــحراء
كـانَ ذاكَ الأنينُ من حـــــــجرٍ في السدِ يشكو المقادر العميـاء
أيّ شأنٍ يقولُ في الكــونِ شأنـي لستُ شيئاً فيه ولسـتُ هــباء
لا رخــاماً أنـا فـأنحتُ تـــمثالاً ، ولا صـــخرةً تكــونُ بنـــــــاء
لستُ أرضاً فـأرشـــفُ المــاءَ ، أو مـاءً فأروي الحدائقَ الغنّاء
لستُ دراً تنافسُ الغادةُ الحسناءُ فيـــــــــــــــه المليحةَ الحسناء
لا أنــا دمعةً ولا أنــا عيــــــــناً لست خالاً أو وجنـةً حــــــمراء
حجرٌ أغبرٌ أنا وحــــــــــــــقيرٌ لا جمـالاً ، لا حكمةً ، لا مـــضاء
فــلأغادرُ هذا الوجودِ وأمضـي بسلامٍ ، إنــــي كرهتُ البقــــــاء
وهوى من مكانه ، وهو يشكو الأرضَ والشهبَ والدجى والسماء
فتحَ الفجرُ جفنه........ فإذا الطوفان يغشى "المدينة البيضاء"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق